JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

 


الصفحة الرئيسية

طوبوغرافيا الدعاية السياسية الجزائرية (الجزء الاول)

 





نورالدين البكراوي - باحث في العلاقات المغربية الإسبانية ونزاع الصحراء




1-الدعاية السياسية الجزائرية كسلاح لضمان الاستمرارية.


إن الجزائر كسائر الدول التي تحكمها أنظمة عسكرية، وإن قدمت في الصورة واجهات مدنية، لا يمكنها التخلص من حقيقة أنها من مجموعة الدول الشمولية. إن هذه الأخيرة على عكس الأنظمة الاستبدادية، التي تنحرف تمامًا عن الشرعية، تخلق إطارًا قانونيًا زائفا بهدف البقاء في السلطة[1]، ليس فقط لتحدي الشرعية، ولكن أيضًا لخلق مظهر لها. تسعى الحكومة الشمولية في جميع المناسبات إلى اتباع القوانين الإيجابية الممكنة ولو بالتزوير والتدليس، ولهذا السبب هي في أمس الحاجة إلى الدعاية كسلاح فعال للسيطرة على مقاليد الحكم أطول وقت ممكن دون أي مقاومة من الشعب المغلوب على أمره، الذي تُهيّئُه باستمرار ليرى ويتقبّل ما تُريدُ لهُ أن يراه. أما محاولة الدولة للظهور بوجه مُزيّف تتستر صورته الحقيقية خلف قناع ديموقراطي حداثي تقدمي يتماشى مع الفكر الليبرالي المعولم، فهو بمثابة الضرورة المهمة التي لابد منها بالنسبة إليها.

    من يتتبع وسائل الإعلام الجزائرية منذ نشأة الدولة سنة 1962، لن يرتاب تأكيده من تحكم النظام العسكري بالدعاية؛ فهو كما يسيطر على كل الإصدارات الثقافية والإعلامية، من كتب وجرائد وتلفزيون وراديو وهلمّ جراً، يسارع في الوقت نفسه خطواته دائما للحد من حرية الصحافة. وقد أتاحت له هذه السيطرة على الدعاية، فرصة سانحة في تعزيز الدعم الشعبي للنظام وفرض الرقابة على أي صوت مخالف له. وبهذه الطريقة فحسب، يمكنك أن تتخيّل كيف عززوا صورة زائفة توهم بتفوق قادتهم الديكتاتوريين!

    كانت إصدارات الكتب وظلّت إلى حد الآن خاضعة لرقابة مشددة، تلك الرقابة التي قضت، بل سحَقتْ كل ما لا يتطابق مع أفكار النظام وصوته الأُحادي. ما يمكن نشره وإعادة نشره، هي الكتب التي تسمح بها الدولة فقط، الأمر نفسه ينطبق أيضًا على السينما ويمكن قياس امتداده الصارخ إلى كل الفنون الجميلة. ونتيجة لذلك، أُجبر العديد من الفنانين كإنريكو ماسياس والشاب خالد والمثقفين كمحمد أركون على مغادرة البلاد، لأنهم لم يتمكنوا من العمل أو رفضوا العمل في ظل تلك القيود التي كانت ولم تلبث حتى اليوم تعرضهم للتهديد. بهذا الشكل تعاملت الديكتاتورية الجزائرية وتمادت في فعلتها فشجعت على حرق الكتب أو المؤلفات التي تتعارض مع النزعة الاستبدادية لجفاف فكرها الواحد المقيّد والمُتصلّب، الذي لا يريد لأي أحد متنوّر، ولا لصاحب فكر حر وعقل منفتح أن يتجرأ على مناقشته ومخالفته؛ ثم هكذا وقع صحفيون أحرار كوليد كبير وهشام عبود وأنور مالك ومحمد زيتوت ونشطاء سياسيين وحقوقيين آخرين كأمير دي زاد (أمير بوخرص) وغيره الكثير تحت مجهر الرقابة اللصيقة من طرف النظام العسكري.

    في الجزائر، كان ولا يزال يُعتبر الصحفيون موظفين في الدولة، وكانت الحكومة التي نصبها العسكر مسؤولة عن اختيار أي شخص يمكنه كتابة أو رسم منشورات متسلسلة تمجد في القيادات العسكرية والبوليساريو وتهلل لها وتضرب ولا تبالي في صورة المغرب وكل من يعادي سياسة النظام العسكري في الداخل والخارج. كان هذا النظام مستوحى من الديكتاتورية الفاشية والنازية، حيث لا يمكن العمل إلا للصحفيين المخلصين لرؤى النظام الضيّقة القاصرة، ولأهوائه المتقلّبة قصيرة الأفق، والهمم، والمساعي التي يرونها نبيلة في مختلف الأبعاد الوطنية والإنسانية والأخوية.

    في حالة الواقع السياسي الدعائي الجزائري، ينطبق عليه فكر إغناسيو رامونيط في كتابه: «إستبداد التواصل»، الذي يرى فيه أننا غدونا ندخل حقبة جديدة من المعلومات الافتراضية حيث تكون وسائل الإعلام هي التي تؤثر على المعلومات، وتنشأ ظواهر مثل عادة تقليد موقع إخباري معروف؛ أي عندما يعطي أحد المواقع الشهيرة والمقربة من النظام أهمية لموضوع ما، تتبعه وسائل الإعلام الأخرى، وتشكل شيئًا مشابهًا لكرة الثلج. وبناء على هذا النمط، تبيت المعلومات أيضًا مجرد عرض، حيث ما يهم هو البحث عن عاطفة الجمهور (فرط المشاعر)، والتي من خلالها تصبح هذه المعلومات مقبولة على الفور على أساس كونها صحيحة، رغم أنها ليست كذلك[2].

    في الجزائر دائماً، لك أن تتصوّر أنّ الخبر يصبح صحيحًا فقط مع حقيقة أنه يتكرر في وسائل الإعلام، ك"الشروق" و"النهار" و"مجلة الجيش" و"وكالة الأنباء الجزائرية" والذي غالبا ما يطغى عليه الهجوم علي المغرب. لكأنّ حالهم، كما هو فعلاً في الواقع، لم يعد من الضروري معه مقارنة المعلومات والتحقق من صحتها في مصادر موثوقة تحترم عقل المتلقي، وتتحرى أخلاقها المهنية، الحقيقة والدقة والموضوعية في النقل، وفي أداء رسالتها السامية كما يجب وينبغي توصيله بالفعل والقول المسؤولين معاً.

    وفي هاد الإطار، ونحن نعالج هذا الموضوع من الجانب اللساني كان علينا من أجل توضيح أفضل وفهم أعمق الاعتماد على علم السيميائيات[3]، وبشكل خاص، على المثلث السميائي[4] لبيرس[5]، والذي يصطلح عليه نظرية السميوزيس (la simiosis)[6]، أو ما يعرف كذلك بفعل الدلالة والتأويل[7]. وكانت النتيجة صادمة. فجل الأخبار في الجزائر لها علاقة بالمغرب، إذ يعتبرونه مصدر الشرور والتهديدات التي تصيب البلاد. ولا تخلوا نشرة أخبار أو برنامج حواري أو مقال صحفي من إشارة سلبية تجاه جارتهم الغربية ناعتين إياها -بشكل ممنهج ومقصود- بأبشع الصفات. وفي هذه الخطاطة التي طبقنا فيها المثلث السيميائي لشارل بيرس نخلص إلى أن كلمة المغرب تجر معها المعجم الدلالي والنفسي الذي يتجدد من تلقاء نفسه على الشكل التالي:









    وفي نفس الخط المرتبط بعلم السيميائيات، إذا ما أخضعنا الخطابات التلفزية الجزائرية والقصاصات في الجرائد والمجلات المحسوبة عليها والتدوينات والتغريدات اليومية في وسائل التواصل التابعة لها، سنجد أن استخدامهم للغة يكون غرضه ومقصديته دائما سواء الظاهرة أو الخفية هو تشويه لصورة المغرب. وإن المتتبع لخطاب وسائل الإعلام في مجملها، أكان مباشرا أو عن طريق التعريض[8] كما صاغه وابتكره العالم اللساني هربرت بول جرايس[9] H.P. Grice، يقوم على مجهودات وأنشطة تعاونية هدفها إيذاء صورة المغرب وتشويهها بقدر المستطاع، فالقاعدة المنطقية الأولى لدى وسائل الإعلام الجزائرية -وإن لم تكن كذلك- هي الاستمرار في شن هجومات متتالية على المملكة المغربية، والقاعدة الثانية لا يهم في سبيل هذه الغاية خرق كل القواعد المنطقية والعقلانية بما فيها قواعد أو ثوابت جرايس الأربع[10] القائمة على:

     أولا، قاعدة الكم: أي جعل مساهمة الكلام على قدر المعلومات المطلوبة لتحقيق الهدف من التواصل، إذ لا يجوز إغناء أي حديث كيفما كان نوعه أكثر مما ينبغي بربطه في كل المناسبات بالمغرب. فكل سؤال مباشر عن الوضعية الداخلية المزرية للجزائر والعزلة الخارجية التي تعيشها والأزمات التي تعصف بها يتم ادراج واقحام المغرب فيها.

    ثانيا، قاعدة النوعية: فحسب جرايس، يجب أن يكون الحديث صادق، بمعني أن يأتي القول صحيحا ومدعوما بأذلة وحجج تؤكد صحته ولا يجب بتاتا التصريح بأقوال نعرف أنها ليست كذلك. لكن للأسف كل الاتهامات اليومية الموجهة من الإعلام الجزائري للمغرب في كل مناحي الحياة لا تمت للواقع بصلة.

    ثالثا، قاعدة العلاقة: وهو ببساطة ضرورة قول شيئ ذا علاقة، ولا يجب الخوض في أمور لا صلة بينها. وفي هذا الإطار هناك عشرات الأمثلة على ذلك من قبيل: ففي الجزائر إذا أقصي وفشل منتخب بلادهم لكرة القدم في ضمان بطاقة تأهله لمونديال قطر 2022، كان المغرب السبب. وإذا لم تستطع الحكومة توفير الاحتياجات الغذائية الضرورية للعيش كان المغرب مسؤولا عن ذلك، وإذا فشلت الجزائر وتعثرت كان المغرب وراء ذلك...

    رابعا، قاعدة الكيف، في هذا المبدأ لا يتعلق الأمر بما يقال، بل يتعلق الأمر بالطريقة التي يتم بها الحديث، وبالرجوع إلى ما تصدره وسائل الإعلام الجزائرية، والمنابر المحسوبة عليها، نجد أنها محشوة بالخطابات المضللة والكلام الغامض والمتناقض والتعبير اللفظي والجسدي الملفوف باللبس والريبة فيما يتعلق بعلاقته بالمغرب حتى يقوي الإحساس بالكراهية لدى المتلقي البسيط ويغذي لديه الشعور بنظرية المؤامرة.

    في نهاية المطاف، وليس ببعيد عن جرايس، لكن قريبا من التحليل السيميائي للخطاب الإعلامي المشكل للدعاية السياسية الجزائرية، نستنتج بعد استخدام وتطبيق نظرية الصلة أو الملائمة [11]Relevance theory، على مجمل ما تنتجه وترسله وسائل الإعلام الجزائرية من أخبار وخطابات وكذا عمليات الترميز والتشفير التي تقوم بها أنها لا تحتاج -كما هو ضروري في العادة في عملية التفاعل التواصلي - الي عملية فك التشفير والاستدلال (connototation) من طرف المشاهدين أو القراء (المستقبلين)، فهم من الأساس لا يهتمون بنية المرسل وغير آبهين من التحقق من أصل المعلومات وصحتها (dénotation) ماداموا يملكون الشفرة للفهم السريع المتمثلة في كلمة "المغرب"، حتى وإن غاب السياق والدلائل والحدث من الأساس.

    في الجزائر أول ضحية للحرب الإعلامية التي تشنها على المغرب هي الحقيقة بحد ذاتها. فمن خلال عدة أمثلة حديثة نشاهد كيف أن مونتاجًا معينًا لبعض الصور يمكن أن ينشئ من فراغ حدثًا لم يحدث أبدًا في الواقع، أو يمكن أن تصرخ من هول صدمة وأنت ترى روبورطاجا لقناة عراقية حول الصناعة التقليدية المغربية يتحول جزائريا في الحين وبطريقة غبية. ولك أن تتخيل أن صومعة الكتبية نقلت إلى الجزائر العاصمة في إحدى اللقطات، لكن المشاهد الجزائري يشعر بها ويفسر أمرها على أنه حقيقي بسبب الشحن العاطفي والدرامي للصور. تزيد المنافسة بين وسائل الإعلام الجزائرية في التلفيق والتزوير والتنافس فيما بينها في جذب الجمهور المُغيّب (الذي صنعوا له عالما وهميا تربى فيه على أن المغرب فزاعة وعدو ومحتل وتوسعي يجب التخوف والحذر منه)، وأقلها أهمية هو التحقق من المعلومات. للأسف، تقوم طبوغرافيا الدعاية السياسية الجزائرية على أرض كلها إستراتيجيات تهدف إلى السيطرة على موارد البلاد وعقول العباد واتهام الآخرين بما ليس فيهم دون أي اهتمام منها بالمواطن وبحرمة الوطن والجيران في آن.

    ختاما نقول، -بعد المسح الأولي الذي قمنا به أعلاه- إن طوبوغرافيا الدعاية السياسية الجزائرية ما هي إلا ردود أفعال يائسة لسلسلة من الانهزامات الفادحة على جميع المستويات، والتي توجه بشكل خاص ضد المملكة المغربية. حيث  يتم التعبير عنها عبر بناء نماذج دعائية فاشلة يغلب عليها الطابع العاطفي والتمثل الذهني الغير سوي. فكل الأحداث التواصلية -تقريبا- يطغى عليها الخطاب الكاذب والمضلل وتغيب فيها الأخلاق والمعرفة الحقة. وفي المقالات القادمة إن شاء الله، سيتم دراسة مجمل الأساليب والمبادئ المشكلة لطوبوغرافيا الدعاية السياسية الجزائرية، وكيف تتشبث بها الطغمة العسكرية الحاكمة من أجل البقاء ما استطاعت في السلطة. فكونوا في الموعد، وانتظروا جديدنا على موقع باب المغاربة.



الهوامش والإحالات المرجعية



[1] Hannah Arendt, Los orígenes del Totalitarismo, (reim.y trad.cast. de Guillermo Solana), México, Taurus, 2004, pág. 561.


[2] Ignacio Ramonet, La tiranía de la comunicación, Barcelona, Editorial Debate, 2003, págs. 23,24


[3] السيميوطيقا، يعرفها روبيرت شولز في كتابه، السيمياء والتاويل، ترجمة: سعيد الغانمي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1994، الصفحات. 13-14. على أنها “دراسة الإشارات والشفرات، أي الأنظمة التي تمكن الكائنات البشرية من فهم الأحداث بوصفها علامات تحمل معنى". ومن وجهة نظرنا، نرى أن السيميائيات تدرس النص وتغوص في معانيه وتُسهل عملية قراءة ما بين السطور واكتشاف الفكرة التي يريد الكاتب أن يوصلها بطريقة غير مباشرة. وهي دون شك إجراء تحليلي وتطبيقي يبحث عن خبايا المعنى من خلال تفكيك وتركيب النص، وذلك لتحديد العلاقات الرابطة بين عناصره المُشكلة له .


[4] جيرارد دولو دال، السيميائيات أو نظرية العلامات، ترجمة د. عبد الرحمن بوعلي، دار الحوار، اللاذقية، 2004، ص.35. 
-ولمزيد من المعلومات ننصح بالقاء نظرة على :http://www.centro-de-semiotica.com.ar/ChSPeirce.pdf الصفحات: 5 و6  و7.


[5] شارل ساندز بيرس بالإنجليزية: Charles Sanders Peirce سيميائياتي وفيلسوف أمريكي (عاش 10 سبتمبر 1839-19 أبريل 1914). يُعدّ مؤسس الفِعْلانية أو العَمَلانِيَّة مع وليم جيمس. كما يُعتبر، إلى جانب فرديناند دي سوسير، أحد مؤسسي السيميائيات المعاصرة. في العقود الأخيرة، أعيد اكتشاف فكره بحيث صار أحد كبار المُجدِّدين، خصوصا في منهجية البحث وفلسفة العلوم. https://www.marefa.org/%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%84%D8%B2_%D8%B3%D8%A7%D9%86%D8%AF%D8%B1%D8%B2_%D9%BE%D9%8A%D8%B1%D8%B3/simplified


[6] قدم المصطلح تشارلز ساندرز بيرس (1839-1914) لوصف عملية تفسر العلامات على أنها تشير إلى أشياءها ، كما هو موصوف في نظريته عن علاقات الإشارات ، أو السيميائية .كان بيرس مهتمًا في المقام الأول بالمنطق ، بينما كان سوسور مهتمًا في المقام الأول باللغويات ، التي تدرس وظائف وهياكل اللغة . ومع ذلك ، فقد أدرك كلاهما أن هناك تمثيلًا مهمًا أكثر من اللغة بالمعنى الضيق للكلام والكتابة فقط. مع وضع هذا في الاعتبار ، طوروا فكرة السميوزيس لربط اللغة بأنظمة الإشارة الأخرى البشرية وغير البشرية. https://stringfixer.com/ar/Semiosis


[7] هنا كان لزاما علينا الاستشارة مع الدكتور محمد الذهبي المتخصص في تحليل السميائي للخطاب الذي تعمق فيه طويلا في دراسته بسلك الدوكتوراه تخصص اللسانيات التطبيقية، وقد كان موضوع رسالته الموسومة ب: "قراءة سيميائية حول العلامة الأيقونية في الصورة الإشهارية" "Hacia una interpretación semiótica del signo icónico en la imagen publicitaria"، غاية في الأهمية للإحاطة بجميع المفاهيم القادرة على فهم الآليات والبنيات المشكلة للدعاية السياسية الجزائرية.


[8] Implicature: ما نعنيه من الكلام، ولكن دون أن نقوله حرفيا. هي مجموع الأقوال والأشياء المقترحة أو الضمنية أو الملمح إليها، ومن أهم أنواع التعريض التي تكلم عنها جرايس نجد التعريض الحواري conversational" implicature"  وهو "التعريض" الذي يأتي نتيجة عن بعض السمات العامة للمحادثة. وتذكر هنا مجددا، أننا عندما نتكلم عن المحادثات فإننا غالبا ما نشمل أشياء كالكتب والرسائل المكتوبة وغيره


[9] ولد هربرت بول جريس في الثالث عشر من شهر مارس في عام 1913، وتوفي في الثامن والعشرين من شهر أغسطس في عام 1988، كان عادةً ما ينشر اسمه تحت اسم (HP Grice أو H. Paul Grice)، أو (Paul Grice)، كما أنه كان متزوج ولديه طفلان، كان بول جريس فيلسوفًا بريطانيًا في علم اللغة، وقد أثر عمله في المعنى على الدراسة الفلسفية لعلم الدلالة، حيث عُرف بشكل واسع في علم اللغويات؛ بسبب نظريته في التضمين. أكثر إسهامات جريس تأثيرًا في الفلسفة واللغويات هي نظريته عن الضمنية، والتي بدأت في مقالته عام 1961، وكانت تحت عنوان "The Causal Theory of Perception"، وتم تطويرها بشكل كامل في عام 1967 إلى ما يسمى "المنطق والمحادثة"، في “محاضرات ويليام جيمس” في جامعة هارفارد. https://e3arabi.com/%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%AF%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A-%D8%A8%D9%88%D9%84-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%B3-paul-grice/


[10] Four maxims: القواعد الأربع للمبدأ التعاوني للمحادثة.


[11] "تعد نظرية الملاءمة لولسن وسبربر الأكثر تمثيلية لهذا الاِتجاه، وتتمركز حول مفهوم المردودية أو الإنتاجية، ذلك أن الذهن البشري وفق تصور ولسن و سبربر يسعى إلى تحقيق الملاءَمة بين مقاصد المتكلم والنتائج السياقية التي يحققها المخاطب بعد سلسلة من الجهود التأويلية. فكلما كانت جهوده التأويلية أقل (الاِنتباه و التخزين و التحليل) كانت النتائج المحصل عليها أوفر، وآنذاك يمكن القول إن التواصل كان ملائما، أما إذا زادت الجهود و قلت النتائج فإن التواصل غير ملائم... إن نظرية الملاءمة نظرية تداولية معرفية و هي نظرية تنتمي للعلوم المعرفية الإدراكية، جمعت بين نزعتين متنافرتين، إذ تقوم بتفسير الملفوظات و ظواهرها البنيوية في الطبقات المقامية المختلفة،و في الوقت نفسه هي نظرية إدراكية،استطاعت الدمجَ بين مشروعين معرفيين، انبثق المشروع الأول من حقل فلسفة اللغة و خاصة النظرية الحوارية لبول غرايس (1975) Grice والثاني من حقل علم النفس المعرفي وعلى الخصوص النظرية القالبية لفودور modularity (fodor-1983). لقد استفادت نظرية الملاءمة من النظرية القالبية على مستوى رصد وقائع الحياة الذهنية و تفسير طرق جريان المعالجة الإخبارية. إذ خصص كل أجزاء الكتاب لمناقشة ودراسة هذه القضايا. يتضح عبر فصول الكتاب أن "القالبية" مفهوم ينبني على أنساق مختلفة: اللواقط وأنساق الدخل والأنساق المركزية" https://bilarabiya.net/17064.html.

طوبوغرافيا الدعاية السياسية الجزائرية (الجزء الاول)

نورالدين البكراوي

تعليقات
    الاسمبريد إلكترونيرسالة