JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

 


Startseite

راديوغرافيا الاعتراف الإسباني بمغربية الصحراء (الجزء الأول)

 




نورالدين البكراوي- باحث في العلاقات الإسبانية المغربية ونزاع الصحراء


بمجرد اعتراف الجار الإسباني بدعمه للمقترح المغربي الرامي إلى منح الصحراء المغربية حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية، قامت الدنيا ولم تقعد في وسائل الإعلام الدولية والوطنية، واهتزت الساحة الدبلوماسية المناوئة للمغرب ولوحدته الترابية على وقع الخبر.

فقد لقيت رسالة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، الداعمة للمقترح المغربي ترحيبا لدى دعاة تحقيق الأمن والسلام في هذه المنطقة الاستراتيجة من العالم، وظل صداها يلقى ردود أفعال إيجابية داعمة للتوجه الجديد في العلاقات بين الجارين، وذلك لما تساهم من خلاله هذه الخطوة الكبيرة إلى الأمام من اعتراف واستكمال للوحدة الترابية المغربية. كما أنها تروم طي -بشكل نهائي- ملف هذا النزاع الذي استفرغت الأطراف المتنازعة حوله جهودها ما يربو على عقود طويلة من الزمن، وهو الأمر الذي أعرب عنه التفاعل الإيجابي للمجتمع الدولي مع التأييد الإسباني للمقترح المغربي، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف الأكبر والأقوى للمغرب، والمفوضية الأوروبية، التي ترى في هذا القرار 'تطورا إيجابيا في العلاقات الثنائية بين الدول الأعضاء والمغرب، تطور من شأنه أن يفيد تطبيق الشراكة الأوروبية المغربية"، كما جاء على لسان نبيلة مصرالي، المتحدثة باسم مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي..

وفي السياق ذاته، رحب رئيس الوزراء السابق، خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، بهذا الانفراج الدبلوماسي اللافت و ذلك من خلال ما أعرب عنه من مواقف في ثنايا المقابلة التي أجرته معه Cadena SER من Hora 25، بقوله: "يجب أن نهنئ أنفسنا، لأننا اليوم استعدنا شيئًا مهمًا لإسبانيا مثل الثقة مع المغرب".

على نفس المنوال، استقبل مجلس التعاون الخليجي، والكثير من الدول والمنظمات الدولية، الخبر بارتياح كبير، واعتبروه باعثا على التقدم والازدهار في المنطقة. مؤدين "الرأي قبل شجاعة الشجعان" الذي انتهجه المغرب باقتدرار وتؤدة على حساب "السيف أصدق أنباء من الكتب " الذي اتبع مساقه الأطراف التي احتبكت مصالحها بخيوط الوهم.
 لعل ما يجعل من التأييد الإسباني حدثا جللا، هو طول مدة التورط الإسباني في ملف الصحراء و تراخي زمن التضليل السياسي الذي امتد عقودا انتهت بانكشاف سوءة الأغرار الذين لم نجد لهم عزما أمام عديد من المقترحات المغربية التي تراوحت باللين تارة و الحكمة في كثير من المناسبات لما يربو عن 46 سنة.
 ظلت إسبانيا على مر هذه العقود متذبذبة في مواقفها حيالى ما كان يقترحه المغرب من رزنامات. تبدي تعنتا ومواقف متأرجحة وغير ثابتة لا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك. كانت طول الوقت تلعب على حبلين متوازيين. كما أنها لم تكن تدخر جهدا في وضع العراقيل والمتاريس أمام كل المبادرات الدبلوماسية الجادة التي تصدر عن آراء حصيفة أبدتها الحنكة الدبلوماسية للمغرب باعتباره جارا يتقاسم معها التاريخ والجغرافيا ويأوي شطرا من الوجدان الأدبي.

لا يفوتنا أن نشير، إلى أن الاعتراف الإسباني بمغربية الصحراء، وإن اعتبره الخصوم تنازلا، فإنه في حقيقة الأمر اعتراف يستحق التنويه والإشادة باعتباره من "أفضال" السياسة الإسبانية إزاء المغرب حينما تتغيى الحسننين، أي العلاقة الجيدة المؤسسة على حسن النوايا، وفي نفس الوقت، تبادل المصالح. لذلك سيكون من الإنصاف القول، إن إسبانيا تستحق بالغ الاحترام وفائق الإشادة من لدن المغاربة ملكا وحكومة وشعبا، فالرسالة الإسبانية أقرت على لسان رئيس حكومتها، وبكل شجاعة أدبية، أن "مغرب اليوم ليس كمغرب الأمس"، ولعل هذا التحول الإيجابي في المواقف هو الذي من شأنه تحقيق النتائج المرجوة بين ضفتين تشاطران آمال المستقبل الواعدة بعد انصرام أزمنة الهلوسات التي لم تستطع محق هواجس جبل طارق التائقة إلى تمتين العرى والوشائج بين البلدين على كافة الصعد.

إن هذا الحدث يجب الوقوف عنده طويلا لاستقصاء ظروف حدوثه باعتباره نفحة للساعين الى محق الشنآن الذي نشب أظفاره على الدولتين، ولفحة لمن كان يشحذ تلك الأظفار. كما يجب والتطرق إلى تفاصيله الدقيقة، وتفحص خباياه الدفينة والتعمق في مغزى هذا القرار الإسباني الذي قلب الأوضاع السياسية في اسبانيا بين عشية وضحاها لصالح المملكة المغربية، وفجر قنبلة مدوية في وجه خصوم المغرب. فما هي أبعاد هذا التغيير الفجائي في الموقف الاسباني؟ وماذا يعني هذا الاعتراف بالنسبة للمغرب؟

جدير بالذكر، أن الاعتراف الإسباني بمغربية الصحراء، وإن اعتبره الخصوم تنازلا، فإنه في حقيقة الأمر اعتراف يستحق التنويه والإشادة باعتباره المرة اليتيمة التي تناصر فيها السياسة الإسبانية قضية مغربية بهذا الحجم، وحسن فعلت، مادامت في الاخير، تتغيت الحسننين، أي العلاقة الجيدة المؤسسة على حسن النوايا وتبادل المصالح. لذلك سيكون من الإنصاف القول، إن إسبانيا تستحق بالغ الاحترام من لدن المغاربة ملكا وحكومة وشعبا، فالرسالة الإسبانية أقرت على لسان رئيس حكومتها، وبكل شجاعة أدبية، أن "مغرب اليوم ليس كمغرب الأمس"، ولعل هذا التحول الإيجابي في المواقف هو الذي من شأنه تحقيق النتائج المرجوة بين ضفتين تشاطران آمال المستقبل الواعدة بعد انصرام أزمنة الهلوسات التي لم تستطع محق هواجس جبل طارق التائقة إلى تمتين العرى والوشائج بين البلدين على كافة الصعد.

وفي هذا المقام، جاء الاعتراف الإسباني واضحا يقر بكون "المبادرة المغربية للحكم الذاتي هي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف" كما جاء حرفيا في نص الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة الإسبانية، وهو الأمر الذي تم تأكيده بعد ذلك من طرف وزير الخارجية الإسباني خوصي مانويل ألباريس، في لقاء صحفي ببرشلونة أمام الصحفيين يوم الجمعة 18 مارس 2022. وقد تم تدعيم هذه القرارات ببيان للحكومة الإسبانية التي تشدد فيه على ما يلي: "ندخل اليوم مرحلة جديدة في علاقتنا مع المغرب تقوم على الاحترام المتبادل، واحترام الاتفاقات، وغياب الإجراءات الأحادية، والشفافية والتواصل الدائم"، كما أن إسبانيا وبخطى متسارعة أصرت على اظهار جديتها باتخاذ هذا القرار، وبشكل واضح و غير مسبوق، حيث قطعت حكومتها الشك باليقين عندما أبلغت على يد وزير خارجيتها يوم الاثنين 21 مارس، للأمم المتحدة في شخص مبعوث أمينها العام للصحراء ستيفان ديميستورا، بقرار اعترافها بمغربية الصحراء ودعمها للمغرب في مشروع إعطاء الصحراء حكما ذاتيا تحت سيادته. ليتسيد هذا الحدث "التاريخي" كما وصفته صحيفة "إل موندو" الإسبانية الواجهات الإعلامية ويتم مناقشته في أعتى بلاتوهات السياسة والرأي سواء في الإعلام الرسمي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. إن هذا التحول الذي قد يبدو مفاجئا وصادما بالنسبة للكثيرين، ليس كذلك بالضرورة، كما أنه لا يتوقف عند مدلول الاعتراف، بل هو إقرار بالعدالة الدولية، وأن القضايا العادلة دائما ما تنتصر مادام الإيمان بها راسخا، والقضية الصحراوية، قضية وطنية آمن بها، واستمات في الدفاع عنها المغاربة ملكا وشعبا، منذ افتعال المشكل غداة استقلال البلاد. هي إحقاق للحق وإعلاء لكلمته، ودليل قاطع وحجة بينة صدرت من القوة المستعمرة العالمة بخبايا الأمور. وفي نفس الوقت، هي تصحيح للمسار الذي يفند كل القرائن المزعومة التي يقدمها الخصوم ويلوذون بها. 

هذا الاعتراف إذن، كان ربيعا للمغرب بعدما تطاول خريف الخلافات مع إسبانيا من جهة، ومروق أبناء البلد الذين غرر بهم من قبل أزلام محيوسون من جهة أخرى . وعليه، ما يميز هذا الاعتراف، هو أنه استطاع العصف بالفكر السياسي الإسباني الكلاسيكي الذي يرى في تخلف المغرب ازدهارا لإسبانيا، لذلك نجحت رسالة رئيس الحكومة الإسبانية المؤيدة للمقترح المغربي فعلا في تحطيم كل الحواجز والعقد النفسية التي يتملكها جنون العظمة والشعور بالتفوق.

عطفا على ما سبق، يجب القول إن الرسالة التي بعث بها بيدرو سانشيز إلى العاهل المغربي كانت كافية للتخلص من سياج ذهني سميك كان يحجب الرؤية لعقود طويلة بين الأمتين الجارتين، وتعتبر دون شك، خطوة كبرى نحو التعايش الدائم والمطلوب الذي بواسطته ستسمو الروح الأخوية وتشرق شمس المحبة والسلام المنشود.

لقد أجهز بالكامل، هذا الاعتراف على الاجماع السياسي الإسباني القائم على معاداة المغرب، والذي تأصل مع وصية الملكة إيزابيلا للإسبان، عندما أوصت بالحرب المقدسة على المغرب أبد الدهر. كما أن هذا الاعتراف أسهم في تقويم اعوجاج إسباني سئم منه المغرب والمغاربة، خصوصا بعد اكتشافهم آخر المؤامرات ضد بلدهم  والتي تمثلت في استقبال زعيم جبهة البوليساريو المحرم على أراضيها بأوراق مزورة تحت اسم مستعار "ابن بطوش،" دون علم السلطات المغربية، ظنا منهم أنهم لن يكتشفوا ذلك.

إن هذا الاعتراف - لعمري - انتصار كاسح توج الجهود المضنية التي بذلت في الخفاء واستمرت لأعوام، دأب خلالها الملك محمد السادس على التحلي كما أشرنا آنفا بصفتي الأناة والحكمة ريثما يعود كل طرف إلى رشده، و ذلك ما تحقق من خلال هذا الموقف الراشد من الطرف الإسباني .
و لا يفوتنا التنويه بما تفانى فيه الدبلوماسيون المغاربة بقيادة السيد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيممين بالخارج. الذين جعلوا الحكمة ضالتهم حتى انقشعت الغشاوة عن عيون الإسبان للاستسلام للحقيقة التي تتمثل في الاعتراف بحق المغرب و سيادته على صحراءه .
ولا مندوحة من القول، أن هذا الاعتراف من شأنه أن يؤكد للجميع وبشكل ملموس لا لبس فيه، أن إسبانيا أيقنت أن المغرب لن يقبل على التعاون مع أي بلد ما لم يعترف بالوحدة الترابية المغربية، تماما كما جاء في خطاب الملك في الذكرى السادسة والأربعين لملحمة المسيرة الخضراء، وتجلى لها (إسبانيا) مدى قوة وصرامة المغرب وصلابة دفاعه عن موقفه العادل ضد كل المناورات، وقدرته على صد جميع المكائد والوقوف كالطود ضد كل رياح التحالفات. كما أن الإسبان خبِروا تمَرُس المغاربة على خوض المعارك الديبلوماسية الضارية، ولهم في المعركة الأخيرة ضد ألمانيا ونجاحها خير مثال على النفس الطويل، ففي النهاية  قلب المغرب الأمور باقتدار لافت لصالحه بعد أن اعترفت ألمانيا بمغربية الصحراء، بعدما استطاع ثني ألمانيا عن مسعاها المغرض في تهديد الوحدة الترابية المغربية وأحبط جل ألاعبيها في الخفاء لعرقلة تقدمه والإضرار بمصالحه.

بالنسبة لإسبانيا، كل ما استعرضناه أعلاه، خير دليل على أنها وصلت لقناعة راسخة -ولو بعد سنوات من الشنآن والتنافس- أن المغرب بالفعل أضحى قوة إقليمية ذات ثقل، ويتمتع بعلاقات متينة مع حلفاء أقوياء، وبالتالي لابد من التقرب منها والتفاهم والتعاون معها، إذ لا يعقل أن تبقى إسبانيا تضطلع بدور المتفرج  حيالى ما يصنعه المغرب من تقدم في مجاله الجيوستراتيجي دون أن تستفيد منه.

بناء على ما سبق، كان قرار الاعتراف الاسباني بمغربية الصحراء ضرورة تاريخية تهدف إلى انتشال العلاقات المغربية الإسبانية من الوهدة السحيقة التي اداركت إليها خلال عقود طويلة، و ذلك من أجل تحقيق مصالح اقتصادية وأمنية، يعلم من خلالها الإسبان جيدا أن قطار التنمية المستدامة واستتباب الأمن والاستقرار لن تتحققا إلا بالتقارب مع المغرب، الذي أصبح رهانا جيوستراتيجي قمين بانتهازه لتحقيق ما يصبو إليه البلدان معا.

ولا مراء أن هذا الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، رغم كل هذا الحشد المعارض للقرار من داخل إسبانيا وخارجها. جعل البيت الإسباني مرجلا تعتمل فيه عديد من المواقف والآراء المتضاربة. فمن جهة، هناك سيل من التصريحات المناهضة لموقف الحكومة الإسبانية فيما يخص اعترافها بمغربية الصحراء وتهميش الجزائر من مختلف الغرف البرلمانية، وبالأخص من الصحافة المحسوبة على الأحزاب اليمينية الشعبوية المعارضة كفوكس والحزب الشعبي، التي نستشفها من تصريحات الناطقة باسم الحزب الشعبي كوكا غامارا، التي "نعتت خروج اسبانيا عن حيادها بالخطأ الجسيم"، أو الخرجة الإعلامية لرئيس مجلس غاليسيا، والمرشح لرئاسة الحزب الشعبي ألبيرتو نونييز فيخو، الذي أدان القرار، ورأى أنه سيكون "سببا في تحطيم إجماع السياسة الخارجية الإسبانية طيلة 40 سنة"، كما تناولته جريدة الإسبانيول بتاريخ 21 مارس 2022.

ومن جهة أخرى، شن حزب بوديموس اليساري المشارك في حكومة الائتلاف هجوما شرسا ضد هذا الاعتراف. فبمجرد صدور الحدث يوم الجمعة 18 مارس، أطلقت نائبة رئيس حكومة اسبانيا يولندا دياز (زعيمة حزب بوديموس ووزيرة العمل والاقتصاد الاجتماعي) لفيفا من التصريحات انتشرت كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد بدت في حالة امتعاض وسخط عارمين بسبب عدم إخبارها، ولا التشاور مع حزبها بقرار بيدرو سانشيز، حيث أعلنت ما يلي: "أعيد تأكيد التزامي بالدفاع عن الشعب الصحراوي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، وتابعت "أي حل للنزاع يجب أن يمر عبر الحوار واحترام الإرادة الديمقراطية للشعب الصحراوي".

و قد لاحظ مواكبو الشأن الإسباني أن كل الأطياف السياسية باستثناء حزب الاشتراكي العمالي، كانت تطلب من رئيس الحكومة بيدرو سانشيز تقديم توضيحات تبرر هذا القرار "الصادم" الذي أدخل اسبانيا (حسب زعمهم) في منعطف خطير. وقد استمر هذا اللغط إلى حدود يوم الأربعاء 30 مارس، حين ظهر السيد سانشيز في مجلس النواب الإسباني وقدم في خطابه الذي استمر ساعة ونصف، حزمة من الإجابات تتعلق بالحرب الأوكرانية الروسية وأزمة اللاجئين الأوكرانيين، وأزمة التضخم، وغلاء أسعار المحروقات والطاقة، وملف إضرابات النقل، وطلبات التقليص من قيمة الضرائب، إلخ، وعلاوة على ذلك، تطرق إلى موضوع مقالنا هذا، وعن الأسباب التي دفعت حكومة إسبانيا إلى اتخاذ قرار الاعتراف بمغربية الصحراء والاستماتة في الدفاع عنه. كما أنه لم يتوانى عن شرح محتوى ما تضمنته رسالته التي بعثها إلى ملك المغرب محمد السادس. وكان من جملة ما ذكره فيها ما يلي:

1) "المغرب شريك استراتيجي لا غنى عنه"
2) "أمور الدولة تستدعي سياسات دولة"
3) " الاحترام المتبادل والامتناع عن أي إجراء أحادي لتجنب أزمات جديدة"
4) وذكرهم، أن هذا الاعتراف "هو خطوة أخرى لعمل بدأ منذ 14 سنة لإيجاد حل سياسي واقعي لنزاع متجذر".
5) كما أنه نبههم لضرورة "تقييم وفهم العلاقات المعقدة التي تربطهم بالمغرب".

ومن جهة ثالثة، فالهجمات الخارجية على الموقف الإسباني الداعم للمبادرة المغربية، فقد هبت رياحها الهوج بشكل مباشر من الجار الجزائري الذي لم يستسغ ما حدث، حيث عملت الجزائر على الفور بسحب سفيرها بمدريد للتشاور واصفة ما حدث "بالخيانة'، وكذلك ما صدر من صنيعتها البوليساريو التي هدمت خيمة سفارة إسبانيا في مخيمات تندوف. وكلاهما تلقى صدمة سيسجلها التاريخ .
فما هي أسباب وخلفيات هذا التحول المثير من إسبانيا؟ ولم اختارت المغرب وتخلت عن الجزائر رغم كونها مرتبطة معها في ملف الغاز؟
جميع هذه الاسئلة سنجيب عليها بشكل مفصل في الجزء الثاني، فانتظرونا على موقع باب المغاربة في قادم الأيام.
راديوغرافيا الاعتراف الإسباني بمغربية الصحراء (الجزء الأول)

نورالدين البكراوي

Kommentare
    NameE-MailNachricht