JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

 


Startseite

الترجمة والهجرة

 




تغطية موقع باب المغاربة



    نظمت مدرسة الملك فهد العليا للترجمة، يوم الخميس 07 ديسمبر 2022، يوما دراسيا جاء في صيغة ندوة علمية دولية، تحت عنوان "الترجمة والهجرة"، احتضنتْها قاعةُ ابن بطوطة بالمدرسة، وعرفتْ حضورا مكثفا لطلبة شعبة الترجمة "عربية- إسبانية-فرنسية"، وهم المعنيون بهذا النشاط في المقام الأول، بالإضافة إلى حضور عدد من الأساتذة والمهتمين بالمجال، وتخللتِ النشاط المذكور تصريحاتٌ كانت حصرية لموقع باب المغاربة، أدلى بها كل من السيديْن مدير مدرسة الملك فهد العليا للترجمة الأستاذ الدكتور محمد خرشيش، وأستاذ التعليم العالي بنفس المؤسسة مزوار الإدريسي وهو المنسق العام والمشرف على هذا الحدث الأكاديمي المهم، اللذيْن أجمعا معا على أن "هذا اليوم الدراسي هو ثمرة تعاون وطيد بين وزارة الثقافة والرياضة الإسبانية من جهة، ومدرسة الملك فهد العليا للترجمة ممثَّلة في إدارتها وشعبة الترجمة "عربية-إسبانية-فرنسية"، وهو يوم يندرج ضمن برنامج Visages للتبادل الثقافي والترويج للثقافة بين إسبانيا والمغرب، ويهدف إلى تمتين الروابط والصلات الثقافية بين البلديْن، وتتنوَّع أنشطتُه بين العروض المسرحية، والحفلات الموسيقية، ووصلات الفلامنكو والجاز، ومحاضرات في الأدب والترجمة والفكر، ومعارض تشكيلي.، إلخ".

    ووفق ما جاء على لسان الدكتور والمترجم مزوار الإدريسي، في إجابته عن سؤال طبيعة السياقات التي نُظِّم في إطارها هذا اليوم الدراسي، فإنه "من جانب يُعدّ استئنافا للنشاط العلمي الأوَّل من برنامج Visages الذي عُقِد عام 2018، كما يُعْتَبر تدشينا أيضا لعودة الأنشطة العلمية التكوينية في سياق علمي واجتماعي غير الذي فرضته جائحة كورونا على الحياة الطبيعية للمجتمعات، وفي سياق سياسي جديد تطبعه رغبة البلديْن في الارتقاء بعلاقاتهما في كافة المجالات، ويَهمُّ المدرسة منها بشكل أكبر العلاقات العلمية والمعرفية والثقافية، التي لا تكتفي فيها بالتبادل وحْدَه، بل ترنو إلى تطويره لكي يكون عابرا للثقافات Transcultural".

    واسترسل الأستاذ الإدريسي في كلامه قائلا إن "هذا جانب من السياق العام الذي نُظِّم في إطاره هذا اليوم الدراسي، ويُمكن استحضار سياق آخر هو الاجتماعي الجهوي، الذي تعرفه الجهة الغربية من ضفتي البحر الأبيض المتوسط، حيث تجد جامعتنا ومدرستُنا نفسَهيْما معنيتيْن به أساسا، لكون جهتنا تعرف حركية بشرية قوية على مستوى الهجرة المحلية والأوربية نحو أوربا من قِبل المغاربة لأسباب عديدة، ومن قِبل الأفارقة بالأساس، الذين أصبح وجودُهم فوق التراب المغربي يُشكّل ظاهرة تنجم عنها مشاكل عديدة، وفوائد أيضا، ولا يخفى أن الجامعات مدعوَّة إلى التفكير في مشاكل جهتها، وإلى الاجتهاد في إيجاد حلول لها، وإلى الإفادة من الظاهرة محليّا وخارجيا".



    وفيما يتعلق بمحور "الترجمة والهجرة" ومعالجته، فقد تابع مزوار الإدريسي صاحب كتاب " فكر الترجمة"[1]، كلامه بالقول "إنها جاءت منسجمة تماما مع الدور المنوط بجامعة عبد المالك السعدي والمدرسة التي يمثلها على وجه التحديد، لأن الترجمة معنية بالوساطة أساسا، بما تعنيه من ضمان للتواصل من جهة، والإسهام في تفعيل التفاهم بين المهاجر والمُستقبِل من جهة أخرى، بما يضمن قَبولَ الاختلاف، وتقديمَ صورة إيجابية عن الطرفين معا، تحقيقا للتعايش والسلام فيما بينهما".



    أما فيما يتعلق بأطوار الندوة العلمية ومجرياتها المتعلقة باليوم الدراسي، فقد افتتحها الدكتور محمد خرشيش، مدير المدرسة، بكلمة ترحيبية وباستعراض مُفصَّل لمكانة المؤسسة وطنيا ودوليا، وأكد على الأمل المعقود عليها في جودة تكوين خرّيجيها، وأشار إلى المشاريع المنتظر أنها سترى النور في الأجل القريب، وإلى ضرورة تطوير التعاون مع الجامعات، خصوصا الإسبانية منها، بهدف استعادة برامج علمية عرفتْ نوعا من الإهمال، كما تطرق أيضا إلى أهمية هذا اليوم الدراسي، ليُسلّمَ بعد ذلك مهمة التسيير إلى د. مزوار الإدريسي مُنسق هذا النشاط العلمي، وهو نشاط شاركت فيه أسماء أكاديمية إسبانية ومغربية بمداخلات متنوِّعة، شملت جوانب مختلفة تخص الترجمة والهجرة، من ضمنها تطرق د. شكيب الشعيري Chakib Chaairi إلى موضوع: "أوْجُه إعلامية لمحمد عبد الكريم الخطابي خلال الحماية في شمال المغرب: من الترجمة إلى الهجرة"، كما تطرقت د. لْوِيسَا إِطْشِنِيكِي Luisa Etxenike إلى موضوع: "ترجمتُكِ لذاتِكِ وترجَمةُ الآخَر لكِ: بصدد مبدإ للتناقض"، وعالج د. خوصي يُوسْطِي فْرِيَّاس José Yuste Frías موضوع: "المهاجر بين الترجمة النصية والترجمة الفَوْريّة"، وقدَّم أيضا د. عبد الهادي سعدون Abdul Hadi Sadoun مداخلة عنوانُها: "مرايا الترجمة: نظرة شخصية"، وأبرزتِ دة. تُماضر شَقّور Toumader Chakour "دورَ الترجمة الثقافية في خدمة الترجمة بإسبانيا: تأملات متداخلة التخصصات"، لتختم المداخلات بعرض د. عبد الوهاب العمراني Abdelouahab El Imrani الذي تناول "تحدّيات الترجمة للأجانب المغاربة في إسبانيا".

    وتميّزت الندوة بمشاركة بعض الأساتذة، بالإضافة إلى جمهور من الطلبة، الذين تفضلوا بطرح بعض الأسئلة والتوضيحات والإضافات.



    وعلى هامش فعاليات اليوم الدراسي كان لموقع باب المغاربة شرف فتح حوار مقتضب مع السيد مدير مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة الدكتور محمد خرشيش حول ارتساماته عن هذه الندوة العلمية الدولية، وكان جوابه كالتالي: " لقد مثلت هذه الندوة العلمية الدولية واجهة من واجهات التفاعل مع الجديد في مجال دراسات علوم الترجمة، وكان وما يزال الهدف من هذا المشروع الفكري الرصين الذي يتم بشراكة مع وزارة التربية والثقافة والرياضة الإسبانية  هو مد جسور التواصل بين المملكة المغربية ونظيرتها الإسبانية".

    وأضاف صاحب كتاب "فرنسا وحرب الريف"[2] "أن المشروع يتوخى عقد سلسلة من الندوات تهم بشكل أساسي الترجمة وعلومها، كما أنه يهتم بمواضيع بعينها تخص الضفتين، كالترجمة وما عبر الثقافات والسياسة إلى غير ذلك من التيمات المهمة القادرة على إعداد أرضية صلبة للنقاش حول آليات وميكانيزمات وكذا الاقتراحات الممكنة للتقريب بين الشعبين".

    وفي ضوء ما سبق، فإن ندوة اليوم جاءت موسومة بالترجمة والهجرة، والحقيقة هي أن هذا الموضوع يحتاج إلى أيام دراسية وليس مجرد ندوة، فالهجرة لوحدها هي موضوع غاية في التعقيد ولا يجب مقاربتها فقط عبر علاقتها بالترجمة بالمعنى الضيق المتعلق بحقل اللسانيات، بل الأصح هو ربطها بعلوم إنسانية أخرى كالتاريخ والأنتروبولوجيا والسوسيولوجيا، لكي تكون هناك مقاربة شاملة، وأردف السيد خرشيش -الأستاذ السابق بشعبة التاريخ وأهم رجالات كلية الآداب والعلوم الانسانية بتطوان- "أن الترجمة سلاح ذو حدين، فهي إن صلحت تستطيع تسهيل عملية التواصل والتقارب والاطلاع على ما في جعبة الآخر، وإن خابت قد تأتي بما لا تحمد عقباه خاصة إن هي شابها المنطق الإيديولوجي أو عدم التحلي بالكفاءة والمهنية أو عدم التخصص كما حدث مع الترجمة الأولى من العربية لكتاب المؤرخ المغربي عبد الله العروي "مجمل تاريخ المغرب"، التي اضطر صاحبها في النهاية لكتابتها بنفسه بلغة الضاد"، ثم ختم مدير مدرسة الملك فهد العليا للترجمة الذي يعتبر من خيرة من كتبوا عن حرب الريف باللغة الفرنسية في السنوات العشر الأخيرة بالقول: "إن هذه الندوة العلمية التي نظمتها شعبة اللغة الإسبانية وسهر على تنسيقها الأستاذ الدكتور مزوار الإدريسي تندرج ضمن عدة فعاليات تنظمها المدرسة في كل سنة، وهناك أنشطة أخرى كالمؤتمر الذي كان لي شرف افتتاحه، في أول يوم من وصولي إلى المدرسة، في شهر مايو من سنة 2022، والذي كان موضوعه "الترجمة وتدبير الاختلاف II"، ولعل هذا العنوان لوحده يكفي لإبراز أهمية الترجمة ودورها الكبير على جميع المستويات".



    ويُمثِّل تنظيمُ هذا اليوم الدراسي، الموجَّهِ إلى طلبة مدرسة الملك فهد العليا للترجمة، رسالةً خاصة بِحُكم استهدافه فئةَ الشباب، وهو ما سيساعد دون شك هذه الفئة التي بصدد الاستعداد للدخول الوشيك إلى ميدان الشغل، مما سيجعلها أنضج تكوينا وأكثر استعدادا للانخراط في سوق الشغل ومجال البحث العلمي، وبذلك تكون مُسهمةً في تنفيذ سياسة الجامعة التي هي جزء من سياسة الدولة.

الإحالات المرجعية



[1] الإدريسي، مزوار، فكر الترجمة، منشورات مكتبة سلمى الثقافية، تطوان، 2020.


[2] KHARCHICH, Mohamed, La France et La Guerre de Rif, Préface : Daniel RIVET, Publications de FLSH, Tétouan, 2013.



الترجمة والهجرة

نورالدين البكراوي

Kommentare
    NameE-MailNachricht