JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

 


Accueil

امحمد أحمد بن عبود :شخصية نضالية مغربية بروح عربية كفاحية

 



وليد موحن - باحث في التاريخ


لقد لعب المغاربة في الأراضي المشرقية أدوار طلائعية، خاصة في المراقي النضالية، ولا يمكن الحديث عن البعد الوحدوي، والشق الكفاحي المغربي – العربي دون أن نستحضر شخصيات كاريزمية في هذا المضمار، ومنها الشهيد محمد بن عبود الذي طبع مرحلة الثلاثينات والأربعينات بنضاله المستميت، وفي حقيقة الأمر نعدم بيوغرافيات تعرف بشخصيات مغربية إلا فيما ندر.

ذلك أننا لم نرصد حسب مطالعتنا دراسات بيوغرافية[1] هامة حول المغاربة في أقطار المغارب والمشرق.

لقد عاد العمل البيوغرافي بشكل وازن في رحاب الفكر التاريخي وأضحت البيوغرافية هي أسس العمل التاريخي وأسه ،على غرار ما فعله فطاحلة الحوليات الفرنسية من دراسات وازنة في هذا المجال مع لوسيان فيفر في كتابه "لوثر"، وارنست كانتورفيتز، في كتابه "فريديرك الثاني"، وبيار غوبار، في كتابه "لويس الرابع عشر وعشرين مليون فرنسي".[2]

أما في العالم العربي والمغرب جزء منه لا زال هذا الباب قليل التداول مع وجود محاولات جادة في مضماره، لكن تبقى موسوعة "معلمة المغرب"[3]وما احتوته من معطيات بيوغرافية جديرة بالاهتمام والدراسة بتعدد أبعادها والشخصيات التي عرفت بها، ونوعية الباحثين والمؤرخين الذين حبروا في أجزائها.

رأى محمد بن عبود النور في مدينة تطوان يوم 17 من سنة 1911، وبدأ دراسته بمسقط رأسه قبل أن يشد الرحال إلى الدار البيضاء، قبل أن يسافر لطلب العلم في مصر كغيره من الشباب التطواني الذي كانت ترسله عائلاته لطلب العلم في الخارج، وتحديدا في المشرق نظرا للروح العلمية والنهضوية والنضالية الوثابة في هذه الأقطار.

خلال مرحلة الدراسة في القاهرة سيتعزز الوعي الوطني للشاب محمد بن عبود الذي سيؤسس بمعية عدد من الطلبة التطوانيين في مصر ما عرف ب "رابطة الدفاع عن مراكش" وهي الهيأة التي تولت مهمة الدفاع التعريف بالقضية المغربية،وبعد رجوعه إلى أرض الوطن، قام خليفة السلطان في شمال المغرب مولاي الحسن بن المهدي بتعيينه سنة 1946 رئيسا لوفد المغرب في اللجان الثقافية بجامعة الدول العربية، وما يزال خطابه المدوي الذي ألقاه في افتتاح دورة الجامعة العربية خلال نفس السنة عالقا في ذاكرة كثير ممن سمعوه.[4]

ويكفى أن نقول إن محمد بن عبود هو أول مغربي قابل الملك الفاروق وهو شرف لم يشاركه فيه غير محمد بن عبد الكريم الخطابي، وقد أعجب به واستدعاه بعد ذلك إلى القيام مع ركبه الملكي في حفلة من حفلات الصيد،وروى ابنه في كتاب "النضال الوطني للشهيد امحمد بن عبود في المشرق "في مقابلته الأولى لجلالة الملك فاروق، أعلن كل ما يرجوه الوفد المغربي من الجامعة العربية، فوجد من جلالته موافقة تامة، وفي ذلك الوقت، تقررت خطة الجامعة العربية مع الوفد المغربي.





ويبقى من أهم الأعمال الكبرى التي وشمت الذاكرة ،والتي قام بها ابن عبود هو الإشراف على حركة تحرير الأمير عبد الكريم الخطابي من باخرة كاتومبا وهي في طريقها نحو مرسليا.[5]

لقد نقلت جريدة الأهرام المصرية خبر وصول سفينة "كاطومبا" إلى ميناء السويس يوم 30 ماي 1947 ثم إلى بورسعيد يوم 31 ماي 1947، ثم خبر لجوئه السياسي بمصر، وهنا يرد اسم الشهيد امحمد بن عبود بصفته مرافقه من بور سعيد إلى القاهرة على مثن سيارة رسمية مصرية نحو التشريفات للإمضاء الرسمي قبل التوجه إلى مكتب المغرب العربي[6]، حيث وجد الزعماء السياسيين المغاربة والصحافة المصرية والدولية لاستقبال الخطابي، هكذا ورد الخبر في "الأهرام" يوم 31 ماي 1947.[7]

أشارت " الأهرام" وأيضا في نفس العدد إلى مغادرة الزعيم الخطابي لبورسعيد متوجها إلى القاهرة مصحوبا بالسيد بن عبود:

في القاهرة :وبعد الساعة الخامسة وصل الأمير عبد الكريم إلى القاهرة يرافقه شقيقه وعمه سيدي عبد السلام الخطابي،والأستاذ محمد بن عبود وبقية أفراد الآسرة والحاشية.[8]

وقد وفاته المنية هذا المناضل الشهم في الأراضي الباكستانية سنة 1949 ميلادية، بعد تحطم طائرته مع زعيمين مغاربيين أخريين هما التونسي الحبيب تامر والجزائري على الحمامي.

إن هذه الشخصية طبعت مسارات النضال المغربي – المغاربي –المشرقي في سبيل الحرية والانعتاق من رقابة الاستعمار.

المراجع


[1]البيوغرافيا :هي منهج يسمح باستقراء حقبة من الزمن في مختلف تمظهراتها وتعابيرها ،من هلال تتبع سيرة الفرد ،فيكون الفرد موضوع البيوغرافيا مطية للمؤرخ ،أو فرصة له لينبش التاريخ على نحو شمولي، متتبعا مسار الفرد من خلال محيطه الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وغيره من حقول التاريخ المختلفة ،كما ان دراسة البيوغرافيا تمكننا استنادا الى تتبع سيرة الفرد الذي هو موضوع الدراسة من تعرف شبكات العلاقات واسترتيجيات الأفراد في نسخ خيوط حياتهم ،ويمكن للبيروغرافيا أيضا أن تساعد على دراسة التطورات الحرفية والاقتصادية والتغييرات التي يمكن أن يعرفها الفرد ضمن سيرورة جماعية ،وهو ما يسمح بدراسة الحراك الاجتماعي عبر ذلك التتبع الذي يمارسه الباحث لشخصية بحثه .

للمزيد من التفاصيل انظر : i، Les Usages de la Biographi Giovanni Lev


[2]خالد طحطح ،البيوغرافيا والتاريخ ،دار توبقال للنشر والتوزيع ،سلسة المعرفة التاريخية ،الطبعة الاولى ،الدار البيضاء ،2014 ،ص 16


[3] قاموس مرتب على حروف الهجاء يحيط بالمعارف المتعلقة بمختلف الجوانب التاريخية والجغرافية والبشرية والحضارية بالمغرب من 27 جزء له قيمة أكيدة في التعريف بمجموعة من الشخصيات والأعلام من انتاج جهابذة المؤرخين المغاربة:ابراهيم حركات ،محمد المنوني ،عبد الهادي بوطالب ،محمد بن عزوز حكيم وغيرهم من فطاحلة المؤرخين ،وتعد مصدرا لا ينضب من المعلومات وبوابة من أجل نهل المعارف من طرف الباحثين .


[4]عماد استيتو ،امحمد بن عبود مهندس لجوء الخطابي الى مصر ،مجلة زمان التاريخية ،العدد 57 ،يوليوز 2018 ،ص 57


[5]للمزيد من التفاصيل أنظر :امحمد بن عبود وجاك كاني:مؤتمر المغرب العربي سنة 1947 وبداية نشاط مكتب المغرب العربي في القاهرة:عملية ابن عبد الكريم،المجلة التاريخية المغربية :العدد 25 و 26، يونيو 1982،ص 7 - 26


[6]امحمد بن عبود،دور الشهيد امحمد بن عبود في تحرير الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي،ضمن ندوة لجوء محمد بن عبد الكريم الخطابي الى مصر :الأبعاد والدلالات الوطنية والدولية،منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.


[7] امحمد بن عبود ،النضال الوطني للشهيد امحمد بن عبود :شهادات ووثائق طنجة، منشورات جمعية تطاون أسمير، تطوان، 1997،ص 34


[8] امحمد بن عبود :دور الشهيد امحمد بن عبود في تحرير الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، مرجع سابق ،ص 38
امحمد أحمد بن عبود :شخصية نضالية مغربية بروح عربية كفاحية

نورالدين البكراوي

Commentaires
    NomE-mailMessage